ومن المواهب التي لدى الفقيد نظمه للشعر الشعبي، وهذه الموهبة ليست بمستغربة عليه فهو ابن لأسرة أنجبت العديد من
الشعراء رجالاً ونساءً، وقد صدر له ديوان شعري تحت عنوان (القصائد)، كان شرطه على ابنه زياد لإخراجه العناية به
وضبط الأبيات بحسب إلقائها؛ لأنه يتأذى كثيراً حين يجد شعره منشوراً في الصحف بطريقة غير سليمة.
والمتأمل في شعر السديري يجده قد طرق أكثر الأغراض الشعرية، لكني أجد في شعره أمرين يشدانني كثيراً:
الأول: الحنين إلى الأرض والوطن سواء كان الجوف أو مسقط الرأس محافظة الغاط، وهذه صفة يمتدح الرجال بها؛ فقد
قيل قديما: إن الرجال تعرف بحنينها إلى أوطانها.
الثاني: كثرة مخاطبته لأفراد أسرته في قصائده من أبناء وأحفاد، وهذه صفة رقيقة، حضورها عند الشاعر له دلالات كثيرة
منها غلبة العاطفة الحميدة، ولعل منها توجيه رسائل عائلية قد لا يعرفها إلا أفراد الأسرة ومن حولهم، من بين هذه الرسائل
الحث على الترابط، كما أن في هذا النهج معرفة جوانب من سيرة الشاعر وعائلته قد لا تتبين إلا من خلال القصائد.